الأحد، 16 مارس 2014

إعلان مسابقة فن الإلقاء والخطابة للصف الرابع

قال تعالى:(وأخي هارون أفصح مني لسانًا فأرسله معي

رداءاً يصدقني إني أخاف أن يكذبون)

من منطلق أهمية الكلمة ولما لها من تأثير على المستمع وكيفيةإلقاءالجملة والأساليب المتبعة في إيصال الأفكاريتضح لنا أهمية الإلقاء والخطابة في ذلك ولأننا أمة اللغة العربية لابد من تنشأة الجيل على حب التحدث بلغة القرآن واستخدام الأساليب الصحيحة

عند طرح الأفكارلإقناع المتحدث قامت مدارس رواد الخليج بإطلاق أول مسابقة في فن الإلقاء والخطابة حيث تبدأ من تاريخ 17\5\1435هـ إلى تاريخ 17\6\1435هـ يتخللها تدريبات في فن الإلقاءللمتقدمات للمسابقة لصقل هذه الموهبة وتنميتها وتختم بتكريم المتسابقات

علمًا بأن هذه البرامج تبحث عن الموهبةفي الطالبة لترفع ثقتها بنفسهاوتطويرذاتها

أهمية استثمـــار الوقت
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جَلَّ عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير. 

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وخِيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحمة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين، فهدى الله تعالى به من الضلالة، وبصَّر به من الجهالة، وكَثَّر به بعد القلة، وأغنى به بعد العَيلة، ولمّ به بعد الشتات، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين، وأصحابه الغُرِّ الميامين، ما ذكره الذاكرون الأبرار، وما تعاقب الليل والنهار، ونسأل الله أن يجعلنا جميعاً من صالح أمته، وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته.

أما بعد: لقد بيَّن الله -جل وعلا- في كتابه فضل المحافظة على الأعمال واستثمارها، وبيَّن الله -جل في علاه- أن أقواماً من يوم القيامة من أهل النار يكبون فيها بسبب أنهم لم يستثمروا أعمارهم، ولم يعمروا أوقاتهم، فقال الله -سبحانه وتعالى- مبيِّناً حال أهل النار أنه يقال لهم: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) [فاطر:37]، فكان طول أعمارهم التي قضوها في الدنيا حجة عليهم يوم القيامة، إذ عذبوا إذ لأنهم طالت أعمارهم ومع ذلك لم يستثمروها ولم يتقربوا فيها إلى ربنا -جل في علاه-.


وقال الله -جل وعلا-: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ) [الأحقاف:35]، فبيَّن الله -جل وعلا- أهمية الوقت واستثمار الأعمال؛ وذلك أن الإنسان إذا أحسن استثماره قربه ذلك إلى ربنا -جل وعلا-، وليس أعظم من أن يقسم الله تعالى بالوقت، فقال -سبحانه وتعالى-: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [سورة العصر]، وقال الله -جل وعلا-: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) [الشمس:4]، وقال -سبحانه وتعالى-: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر:1-2].

فأقسم -جل وعلا- بهذا الوقت وبهذا العمر في آيات كثيرة من كتابه، لذا -أيها الأخوة الكرام- كلما كان الإنسان أكثر عقلا وأعظم ادراكاً استطاع فعلا أن يستثمر هذا الوقت الذي بين يديه، أراك تضيعه أحياناً ومع ذلك يفوت عليك دون أن تكون فيه فائدة.

نحن -أيها الأكارم- خلال ما نستقبل من أيام، بل من خلال ما نستقبل من أشهر، يتفرغ عدد كبير من الناس من أعمال كانت ملازمة لهم في وقت مضى، فيتفرغ الطلاب سواء في مراحل تعليمهم الأولى أو في الجامعات، يتفرغ المدرسون، أيضا يتفرغ كثير من الآباء مما كان يشغلهم في أوقات سابقة من العناية بدراسة الأولاد أو توصيلهم إلى المدارس أو ردهم منها، أو ما شابه ذلك، فنحن، خلال الأشهر القادمة، سيتفرَّغُ عددٌ مِنَّا، ويكون عنده عدد من الساعات كانت مشغولةً فيما مضى من أيام. والسؤال أيها الأفاضل: كيف يستطيع الإنسان أن يستثمر هذا الوقت الذي بين يديه؟.


تأمل في السلف الصالح -رحمهم الله- وكيف كانوا يستثمرون أوقاتهم، كان أحدهم يعلم أن الأنفاس التي تخرج من صدره هي أعمار تحسب عليه، وأن كل نفَس هو عمر يُحسَب عليه، يعلم أن كل ساعة يقضيها وأن كل دقيقة تمر عليه أنها تقربه إلى أجله، كما قال الفضيل بن عياض -رحمه الله- لرجل لقيه: كم مضى من عمرك؟ فقال الرجل: مضى من عمري ستون سنة. فقال له الفضيل: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك إلى موعد يوشك أن تبلغ إليه، فتهيأ له وتجهز.

كانوا يعلمون أن هذه الأوقات فعلا ينبغي أن تُستثْمَر، وأن الساعة التي تمضى لا يمكن أن تعود عليك بعد ذلك أبدا، وأن الوقت أنفس ما عُنيت بحفظه. مر بعض السلف يوما في طريق فأقبل إليه أحد العابثين من البطَّالين الذين يضيعون الأوقات كيفما شاءوا، ليس عندهم استثمار ولا تخطيط لحياتهم، ولا اهتمام بطلب علم، ولا اهتمام بابتكار ولا اختراع، فأقبل إلى هذا الرجل الصالح قال: قف أكلمْك. قال: ما عندك؟ قال: أتحدث معك. فالتفت إلى الشمس وقال: إن الشمس تجري، والعمر يمضي، فأَمْسِك الشمس لأتحدث معك. يعني امضِ عني وأوقِفْ مرور عمري حتى أستطيع أن أعطيك شيئا من وقتي. هؤلاء الذين يستثمرون أوقاتهم هم الذين يكون لهم النجاح في الحياة في النهاية.

أيها الأحبة الكرام: إن كل مَن كان له وصول إلى القمة في أمتنا، سواء من الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- أو من التابعين أو ممن جاء بعدهم، سواء كان من العلماء أو من المجاهدين أو من التجار أو من المخترعين أو من غيرهم، كل هؤلاء تجد أن حياتهم تختلف عن حياة غيرهم من البطالين ومن المضيعين.

وانظر اليوم إلى تفاوت الناس، انظر إلى لما يكون الإنسان عنده أربعة وخمسة من الأولاد، فتجد أن أحدهم يستثمر وقته ما بين قراءة أو حفظ أو بحث أو جلوس أمام الكمبيوتر ليستفيد شيئاً، فتجد أن هذا الولد من البداية يقول الأب في نفسه أتوقع أن يكون لولدي هذا مستقبل باهر يختلف عن مستقبل إخوانه الذين لا يستيقظ أحدهم إلا الظهر فيضيع وقته، وهذا صادق؛ فإن الإنسان إذا كان منذ البداية حريصا على أن تكون له بصمة في حياته وأن يطور نفسه، فهذا إنسان يستفيد.

لذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب من الصحابة الكرام من لهم همة عالية وكثرة سؤال، أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- جلس يوما عند رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، فقال: يا رسول الله! وهو يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال له يا رسول الله: ما أعظم عمل يدخلني إلى الجنة؟ أو في رواية قال: ما أعظم آية في كتاب الله؟ فالتفت النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه وقال: "لقد ظننت ألا يسألني هذا السؤال أحد قبلك يا أبا هريرة؛ لما رأيت من حرصك على العلم"، ثم قال -عليه الصلاة والسلام-: "أعظم الناس -أو أقرب الناس- من رحمة الله -جل وعلا- مَن قال لا إله إلا الله خالصة من قلبه".


أيها الأحبة الكرام: إن الإنسان الذي يريد أن يستثمر وقته خلال هذه الإجازة لابد أن يهتم من اليوم بأن يضع لنفسه خطة يسير عليها خلال هذه الإجازة، كم ستقرأ من الكتب فتضعها جانبا، وتضع لنفسك برنامجا يوميا لقراءتها، أقرأ كل يوم عشرين صفحة من هذا الكتاب، وثلاثين صفحة من الكتاب الآخر، وأراجع كذا من القرآن، وأحفظ كذا من الأحاديث النبوية؛ ثم ينظر ما هو موجود من دورات علمية في المساجد، وهي كثيرة ولله الحمد.

أو إن لم يكن في هذه البلاد فيبحث عنها فيما يتعلق بنقلها عبر الفضائيات وعبر الإنترنت، ثم يضع لنفسه برنامج عمليا صحيحاً واضحا يسير عليه بجدول واضح، وفي كل يوم سيحاسب نفسه كلما أمسى: كم قرأ؟ كم ضيع؟ كم خالف البرنامج الذي وضعه لنفسه؟ كم حضر من الدروس؟ وعليه أن يكابد نفسه ولا يلتفت إلى من يضيع وقته عليه.

كما قال:

سَعَيْتُ لِلْمَجْدِ وَالسَّاعُونَ قَدْ بَلَغُوا *** جَهْدَ النُّفُوسِ وَأَلْقَوْا دُونَـهُ الأُزُرَا
وَكَابَدُوا المـــَجْدَ حَتَّى مَلَّ أَكْثَـرُهُمْ *** وَعَانَقَ الْمَجْدَ مَنْ أَوْفَى وَمَنْ صَبَرَا
لَا تَحْسَبِ الْمَجْدَ تَمْرًا أنْـتَ آكِلُهُ *** لَنْ تَبْلُغَ الْمَجْدَ حَتَّى تَلْعَقَ الصَّـِبَرا
 
الشخص الذي فعلا يريد أن يكون شيئاً مذكوراً لابد أن يتعب على نفسه حتى يستطيع أن يسجل في هذه الأمة ما سجله الأولون، سواء من صحابة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أو من تبعهم بإحسان.

أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يعيننا على استثمار أوقاتنا، أسأل الله أن يعمرها بما يقربنا إليه، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق